اخبار

[اخبار][bsummary]

نصائح و إستشارات

[نصائح][bsummary]

الأسرة و الطفل

[الأسرة و الطفل][bsummary]

نادي الأطباء

[نادي الاطباء][bsummary]

مجتمعنا اليوم - الإباحية و زوال الرجال



مجتمعنا اليوم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه سلسلة تعليمية تهدف إلى التطرق للوضع الحالي لمجتمعنا و الأخطار المحدقة به وكيفية معالجتها لنحظى بمجتمع صحي معافى.

تعالوا معنا في مدونة الكلينك لنكشف ونشخص مجتمعنا, ونحاول ان نجد طرق لمعالجة الكثير من الامراض الخفية غير الظاهرة و التي هي افتك من السرطان و غيره من الامراض الخبيثة.

زوال الرجال:

هذا العنوان كان عنوان محاضرة عالم النفس "فيليب زيمباردو". انظر معي إلى الدراسات الاتية:
أظهرت دراسات طويلة الامد أن الذكور اضحوا اكثر عرضة للفشل و التخلي عن التعليم في سن مبكرة.
و أن 60% من خريجي الجامعات هم نساء.
و أن الذكور يجدون صعوبة في تكويم اسرة حتى سن متأخرة.
كل هذه النتائج كان خلفها سبب واحد, الا وهو إفتقار الرجال للحافز و الدافع الذاتي. ولكن لماذا؟

ارجع فيليب زيمباردو هذه الظّاهرة إلى إدمان الصّبية والفتية على الإثارة الناّجمة من الالعاب الإلكترونيّة ومشاهدة الفلام الإباحيّة على الإنترنت، لماذا يخرج ويكافح لينجح ويثبت ذاته إذا كان بإمكانه أن يفتح الفتوح ويحققّ إلإنجازات وهو في احضان غرفته.

ظاهرة اخرى خطيرة تفشت حديثاً وهي واضحة جدا بالنسبة لنا كأطباء. الا وهي ظاهرة الضعف الجنسي بين الشبان!!
تعطينا الدراسات ارقاما مخيفة لهذه الظاهرة التي حيرت الاطباء و الباحثين. ففي عام 2011 اظهرت دراسة ان نسبة المشكلات الجنسية بين الشباب يتراوح بين 14% -53% من دولة لاخرى.

يقول جاري و يلسون في كتابه دماغك و الإباحية "وفي مسح شامل  للابحاث والتقّارير المتعلقّة بهذا الموضوع من مصادر متعدّدة في الطّبّ السّريري، وعلم الإدمان، وعلم النفّس، وعلم الاجتماع، استنتج فريق البحث -في التقّرير الذي نشر عام ٢٠١٦م- أ نّ العوامل التّقليديةّ التي تفسّر مشكلات العجز الجنسيّ لدى الرّجال - مثل تقدّم السّن، وأمراض القلب والسّكري وتصلبّ الشّرايين، والسّمنة، والتّدخين، وزيادة نسبة الدّهون في الدّم- لم تعط تفسيرا مقبول للإرتفاع الحادّ في عدد حالات أمراض العجز الجنسيّ لدى الشّبّان اليافعين، وبالتاّلي فلا بدّ أنّ هناك مسببّات أخرى. وقد أجمع الباحثون على أنّ الانتشار الكبير لظاهرة مشاهدة الأفلام الإباحيّة على الإننترت بين أفراد هذه الفئة العمريةّ قد يكون المسببّ الفعلّّ لمشكلات الأداء الجنسيّ، وخاصّة في وجود تقارير تؤكدّ تحسّنه بعد التّوقفّ عن مشاهدتها. "

هذا على صعيد الدراسات، ولكن على صعيد الممارسة الطبية فأكثر الأطباء كانوا في بادئ الامر لايربطون بين الإباحية ومشكلات الأداء الجنسيّ لدى الرّجال. يقول دكتور طارق باشا، أ إختصاصي المسالك البوليّة والتنّاسليّة في معهد ميتشيغان  لامراض المسالك البوليّة والتنّاسليّة، وعن الحيرة التي انتابته عند معالجته  لامراض العجز الجنسيّ الناّتجة عن مشاهدة الافلام الإباحيّة:
"لم يدر بخلدي أنّ يوما ما سيأتي إلى عيادتي العديد من المرضى في ريعان الشّباب، وتحت سنّ الاربعين، يشتكون من العجز الجنسيّ بأشكال مختلفة. كطبيب متخصّص في معالجة أمراض المسالك البوليّة والتنّاسليّة، وأمارس الطّبّ في الولايات المتحّدة، فأنا معتاد على معالجة أمراض العجز الجنسيّ وضعف الانتصاب لدى الرّجال الاكبر سناّ. عادة ما يكون هذا النوّع من العجز الجنسيّ مصاحبٌ لامراض عضويةّ مثل ارتفاع ضغط الدّم، وأمراض القلب والشّرايين، وأمراض الجهاز العصبي، أو أيّ مرض أخر له أسباب خارجيّة. إلا أنّي اليوم أعالج عددا كبيرا من الرّجال تحت سنّ الاربعين يعانون من أمراض العجز الجنسيّ في غياب أيّ مرض عضويّ أخر، وقد صدمني هذا الامر  لأني أفترض أنّ نسبة العجز الجنسيّ لدى هذه الفئة العمريةّ لم تتعدّى ٢٪ بحسب دراسة شاملة في هذا المجال أ جريت عام ٢٠٠٢م.
الاعراض السّريريةّ للعجز الجنسيّ متعدّدة بشكل كبير، بعض الرّجال يشتكون من عدم قدرتهم على الانتصاب أثناء الجماع، ولكنهّم قادرون على ذلك  أثناء مشاهدة الافلام الإباحيةّ، والبعض لا يتمكن من الوصول إلى الذّروة أثناء الجماع، ولكنهّم قادرون على ذلك عن طريق ممارسة العادة السّرّيةّ، وبعضهم يشتكي من تدنّي حاد في الرغبة الجنسيّة.


الطامة الكبرى:

يقول دكتور الباشا: "وكضرب من الخيال، يجهش بعض الرّجال بالبكاء وهم يتساءلون عن حقيقة ميولهم الجنسيّة، وذلك  لأن العديد من مرضاي تطوّرت لديهم أذواق وميول جنسيّة مختلفة تماما عمّا عرفوه طوال حياتهم. وفي حين يشتكي البعض من تأ خّر شديد في القذف، يعاني أخرون من القذف السّريع جدّا، والمحظوظون منهم الذين يتمكّنون من تحقيق الانتصاب بدرجة كافية تمكّنهم من ممارسة العلاقة الزّوجيّة يقولون أنّ العضو الذّكري يبدو و كأنه مخدّر، وينعدم فيه الإحساس لدرجة أنّهم لايشعرون بلذّة الجماع إطلاقا. إضافة إلى ذلك يقول العديد منهم صراحة أنّهم لايشعرون بميل عاطفيّ أو أيّ متعة في علاقتهم بزوجاتهم،  وليس هذا فحسب، بل إنّهم لا يتمكنوّن من إتمام الجماع إلا إذا صاحبه مشاهدة لمقاطع من أفلام إباحيّة، أو تخيل للممارسات التي شاهدوها في تلك الأفلام، والمحزن أنّ عددا منهم -وهم قلّة- فكرّ مليّا بالإنتحار".


مالم نكن نعرفه:

يواصل دكتور الباشا قائلاً:
"الشّابّ اليافع الذي يتمتّع بكامل الصّحّة والعافية يتُوَقعّ منه أ ن يكون قادرا على الزّواج، وممارسة الجنس بشكل طبيعيّ،  اوإنشاء أسرة، وعندما تخيب هذه التّوقعّات ينجم عنها مشكلات صحّيّة ونفسيّة في غاية الخطورة.
لقد حيّرتني هذه الحالات التي كانت تمرّ علي في العيادة، وذلك لأنّي لم أر مثلها في سنوات التدريب الجامعي في كليّة الطّب، ولا حتى في سنوات التدريب كطبيب مقيم، ولذلك فقد انطلقت في مهمّة جادّة لإلقاء الضّوء على هذه الظّاهرة المحيّرة، وقد تفاجأت حين وجدت أبحاثا ممتازة حول هذا الموضوع، والذي أقر بكل خجل أنّي لم أكن أعرف عنه شيئا.
في البداية فعلت ما يفعله معظم الناّس حين يودّون معرفة شيء أشكل عليهم: استشرت الدكتور "جوجل" (Google). معظم المواقع التي ظهرت في نتائج البحث الاوّلي ذكرت أسبابا نفسيّة للعجز الجنسيّ مثل الحصر النفسي أو الاكتئاب، شككت بهذه المبرّرات  لأنّ الحصر النفّسيّ والاكتئاب موجودان منذ زمن بعيد، ولا يمكن  لأيّ منهما  أن يفسّر تفشي الظّاهرة التي نراها اليوم في هذه الفئة العمريةّ الصّغيرة. ويبقى السؤال الجوهري: ما سبب زيادة حالت العجز الجنسي لدى رجال أصحاء وفي ريعان الشباب؟
تعمقت في البحث حتّى وجدت موقع "دماغك تحت تأثير الإباحية"، وقد ذهلت عندما عرفت أ نّ هناك ارتباطا تلازمياّ بين مشاهدة الافلام الإباحيّة  والإصابة بالعجز الجنسي، في البداية شككت في صحّة هذه المعلومات، فالإباحيةّ الجنسيّة كانت موجودة على مر العصور، ولكن بعد قراءة عدد من الابحاث التي نشرت على الموقع بدأت أرى العلاقة بين مشاهدة الافلام الإباحية والإصابة بالعجز الجنسيّ بوضوح أكبر. النقّطة الفاصلة -على ما يبدو- كانت عام ٢٠٠٦م عندما ظهرت مواقع "التيوب" الإباحيّة، والتي مكّنت الرّجال في كلّ انحاء المعمورة التي تصلها خدمات الإنترنت من مشاهدة الأفلام الإباحيةّ دون قيد أو شرط، ودون حد، وبتجديد سريع سرعة البرق، وبسرّيةّ تامة."


خطر داهم:

اظهرت و أثبتت الدراسات بما لايدع مجالاً للشك ان الافلام و الصور الإباحية تسبب أمراض العجز الجنسي, خاصةً لدى الرجال.
كما أنها سبب من أسباب التدهور و الضعف الاكاديمي خاااااااااااصةَ للذكور.
تلاحظون ان في المقال ذكرنا "خاصة للرجال- الذكور" عدة مرات, بالطبع ليس تحاملاً عليهم ولكن انظر للدراسة التالية:
أجرى الباحثان "أوجي أوجاس" و"ساي جادام" عام ٢٠١١م دراسة تحليليّة  لاربعمائة مليون عملية بحث على الإنترنت، فوجدا أن خمسة وخمسين مليون منها(١٣٪) كانت بحثا عن مواد إباحيّة، ووجد الباحثان أنّ الرّجال يبحثون عن الصور والأفلام الجنسية أكثر من النسّاء بمعدل ٦ إالى ١.  وفي حين تقدر بعض المواقع الإباحيّة أ نّ ٧٥٪ من مرتاديها هم من الرجال، إلا أنه عندما يتطلب الأمر دفع مقابل مادي فإن ٩٨٪ من بطاقات الائتمان التي تستعمل للدفع على تلك المواقع يملكها رجال، مقابل ٢٪ فقط مملوكة لنساء. عندما يتعلق الأمر بمشاهدة الأفلام الإباحية على الإنترنت فإنها مشكلة ذكورية بالدرجة الأولى.


هذا المقال خاص بمدونة الكلينك.
يسمح بمشاركة المقال في وسائل التواصل مع وضع رابط المدونة أو حساب صفحتنا على موقع الفيس بوك
إنتظرونا و سنعود قريباً لنواصل سلسلة "مجتمعنا اليوم"


No comments: